جراحة مراجعة استبدال الركبة: متى نلجأ إليها وكيف نُخطّط لها؟
كثيرون يمشون لسنواتٍ بلا ألم بعد استبدال الركبة الأوّل. لكن إذا عاد الألم، أو شعرتَ بعدم ثباتٍ أو “تعليق” في المفصل، أو لاحظتَ أن مدى الحركة يتضاءل يومًا بعد يوم، فقد يكون وقتُ الحديث عن جراحة المراجعة لاستبدال الركبة. المراجعة ليست “عملاً جراحيًا ثانيًا” وحسب؛ الهدف الحقيقي هو فهم سبب الشكوى بدقة ثم استعادة الحركة المريحة والثقة بالمشي—بأمان.
أولاً حقيقة مهمة: ليس كل ألمٍ بعد الاستبدال يعني الحاجة إلى مراجعة. ضعف التأهيل، أو ليونة العضلات، أو الحذاء غير المناسب، أو مشكلة بالأوتار قد تُقلّد أعراض ارتخاء الزرعة. لذلك تبدأ رحلتنا دائمًا بـ تشخيصٍ دقيق: نفحص المشية ومحاذاة الطرف السفلي وتوازن الأربطة، ونراجع صور الأشعة بوضعية الوقوف لتقييم محور الطرف ووضع القطع المزروعة. عند الشك بارتخاءٍ أو سوء تموضع، قد نلجأ لتصويرٍ إضافي. ويبقى السؤال الفاصل: هل هناك التهاب أم لا؟ نطلب تحاليل الدم (CRP/ESR)، وعند اللزوم نجري سحبًا لسائل المفصل، لأن خطة العلاج تتبدّل كليًا بوجود العدوى.
متى نفكّر بالمراجعة؟ علامات التحذير تشمل ألمًا مستمرًا لا يهدأ بالراحة والعلاج، إحساس “الانخلاع” أو فقدان الثبات، تيبّسًا واضحًا، تورّمًا متكرّرًا مع حرارة موضعية، دلائل شعاعية على سوء تموضع أو ارتخاء، أو كسرًا حول الزرعة. إذا تأكّد الالتهاب، نسير غالبًا بخطةٍ على مرحلتين: نعالج الالتهاب أولًا ونسيطر عليه، ثم نُثبت الزرعة الجديدة في الوقت المناسب. أمّا في غياب الالتهاب—كحالات الارتخاء أو اضطراب المحاذاة أو عدم الثبات—فقد تكون مراجعة بمرحلة واحدة هي الخيار الأنسب.
كيف نُخطّط؟ بعد تثبيت التشخيص، نبني “هندسة” العملية: ما الأجزاء التي ستُبدّل؟ ما مقدار الفاقد العظمي؟ وهل نحتاج دعائم إضافية مثل السيقان، الزيادات (Augments)، المخاريط (Cones) أو الطعوم العظمية؟ تُفصّل خطة التخدير، وتسكين الألم، والوقاية من الخثرات، والعناية بالجرح وفق ملفك الصحي الشخصي. تحسين السكري، تصحيح فقر الدم، دعم التغذية، والتوقف عن التدخين قبل الجراحة يرفع فرص النجاح بوضوح.
ماذا أتوقع في المستشفى؟ عمليات المراجعة أطول وأكثر دقّة من الاستبدال الأوّل، لكن الهدف نفسه: التحريك الآمن المبكر. نسعى للوقوف في اليوم الأول، مع حماية الجرح وتقوية تدريجية تحت إشراف. وعندما تفرض العدوى علاجًا على مرحلتين، تكون المضادات والزيارات أقرب وتيرة؛ أمّا في المراجعات غير الإنتانية فيتقدّم معظم المرضى وفق برنامجٍ منظّم للعودة إلى أنشطة الحياة اليومية تدريجيًا.
ما النتائج الواقعية؟ المراجعة خيار قوي لتخفيف الألم واستعادة الثبات، لكن النجاح يعتمد على ثلاثية التشخيص الصحيح + الاستطباب الصحيح + إعادة التأهيل الجيّدة. نتحدث بصراحة عن المخاطر (العدوى، الخثرات، التيبّس، أذية الأعصاب أو الأوعية)، ونضع معًا خطة شخصية لتقليلها. وإن كنتَ قادمًا إلى إسطنبول من خارج المدينة أو البلد، نجعل الأمور اللوجستية بسيطة: ترسل صورك، ونقدّم خلال 24 ساعة خطةً أولية، ثم نُنسّق السفر والإقامة والعلاج الفيزيائي لتُركّز على التعافي.
الخلاصة: جراحة المراجعة ليست “تبديل قطع” فحسب؛ إنّها طريقٌ للعودة إلى حياتك بثقة وراحة. شاركنا أعراضك وصورك، ولنرسم معًا الخطة الأنسب لك.
أرسل حالتك على واتساب؛ نزوّدك بـ مراجعة أولية خلال 24 ساعة ونبني خطة شخصية معك.