ترميم الرباط الصليبي الامامي
يعد الرباط الصليبي الامامي ( ÖÇB ) من البنى التشريحية الاساسية التي تتاثر كثيرا في الاصابات الرياضية، و هو مسؤول عن استقرار مفصل الركبة. لا يقتصر دوره على الحد من الحركات غير الطبيعية في الركبة، بل يعمل ايضا كعضو استشعار للحركة ( Proprioception )، اي تنظيم تقلصات العضلات وفقا للتوازن. يختلف ترميم الرباط الصليبي الامامي عن جراحة اعادة البناء، و تشير الابحاث الحديثة الى نتائج ترميم مماثلة لاعادة البناء، لكن الاحساس بالتوازن يكون افضل لدى المرضى الذين خضعوا للترميم.
بدات اولى المنشورات حول ترميم الرباط الصليبي الامامي في الثمانينات. و رغم تحقيق نتائج ايجابية في البداية، الا ان تصلب الركبة و ضعف الرباط ظهرا مع مرور الوقت. لذلك، تم التخلي عن هذه الطريقة لصالح اعادة البناء باستخدام الاوتار، و التي اصبحت المعيار الذهبي، و عند مراجعة الاسباب التي ادت الى فشل الطريقة القديمة، تبين انها طبقت على جميع انواع التمزقات مع تقنيات جراحية غير كافية و برامج تاهيل غير مناسبة بعد الجراحة.
عادة ما يلاحظ ان الرباط الممزق يلتصق بمكان ما بعد الاصابة، مثل الجزء العلوي من عظم الفخذ، او الرباط الصليبي الخلفي، او منطقة الشق، او الوسادة الدهنية المعروفة باسم " هوفا " في مقدمة الركبة، و يمكن رؤية ذلك اثناء تنظير المفصل. اما اذا لم يلتصق الرباط باي مكان، فيلاحظ اختفاؤه في تنظير المفصل بعد فترة. و قد اظهرت الدراسات النسيجية ان المستقبلات الحسية داخل الرباط، المعروفة باسم الميكانيوريسبتورات، لا تزال حية و سليمة حتيي بعد التمزق.
و باختصار، يبدو ان الجزء المتبقي من الرباط يحاول الحفاظ على حيويته من خلال الالتصاق بمكان ما، و خلال عملية الترميم يتم تثبيته في الموضع المناسب و بالوضعية الصحيحة.
ما هي تمزقات الرباط الصليبي الامامي القابلة للترميم؟
تصنف اصابات الرباط الصليبي الامامي حسب مستوى التزق على طول الرباط. التمزقات التي تحدث في الجزء العلوي عند نقطة التصاق الرباط بالعظم تعرف باسم " النوع 1 ". اما اذا حدث التمزق مع بقاء نتوء صغير في الجزء العلوي، فيصف ك " نوع 2 ". كلما اتجهنا نحو الاسفل، تصنف التمزقات على انها " النوع 3 " و " النوع 4 ". عادة ما يحدث حوالي 80% من تمزقات الرباط الصليبي الامامي في الجزء العلوي ( النوع 1 و 2 )؟ اما اذا حدث التمزق في الجزء الاوسط من الرباط، و هو ما يشكل حوالي 20% من الحالات، فمع الاسف لا يكون قابلا للترميم.
يمكن تطبيق ترميم الرباط الصليبي الامامي على التمزقات من النوع 1 و 2. اما في حالات التمزقات من النوع 3 و 4، فيجب اجراء اعادة بناء بدلا من الترميم. صورة الرنين المغناطيسي الجيدة التي تؤخذ في وقت مبكر بعد الاصابة يمكن ان تزودنا بمعلومات حول مستوى التمزق و ما اذا كان مناسبا للترميم.
متى يجب اجراء ترميم الرباط الصليبي الامامي؟
المريض المثالي للترميم هو من يعاني من تمزق من النوع 1 او 2، و يجري الترميم خلال اول 3 اسابيع بعد الاصابة ( و بحد اقصى 6 اسابيع ). كلما اجري الترميم في وقت ابكر، زادت فرص نجاحه. كما ان التدخل الجراحي المبكر يتيح فرصة اكبر لترميم الغضروف الهلالي ( المنيسكوس ). و مع مرور الوقت، تصبح اصابات الغضروف المصاحبة اكثر تعقيدا، و قد تصل الى مرحلة لا يمكن فيها اصلاحها.
في السابق، كان يعتقد ان التدخل الجراحي المبكر في حالات اصابة الرباط الصليبي الامامي يؤدي الى تيبس المفصل. لكن الدراسات الحديثة اظهرت ان الجراحة المبكرة لا تسبب تيبسا في المفصل.
هل العمر مهم عند اجراء ترميم الرباط الصليبي الامامي؟
لا يوجد حد عمري محدد لترميم الرباط الصليبي الامامي. و مع ذلك، قد تكون اعادة البناء خيارا مفضلا لبعض المرضى. في حالة الاطفال، يصبح الامر اكثر اهمية لتجنب الحاق الضرر بصفيحة النمو.
و قد لوحظ ان نسبة التمزق مرة اخرى بعد الترميم تكون اعلى لدى المرضى الذين تقل اعمارهم عن 20 عاما مقارنة بالفئات العمرية الاخرى. و يعزى ذلك الى عدم خضوع هؤلاء المرضى لفترة تاهيل كافية، و عودتهم المبكرة الى ممارسة الرياضة.
فعادة ما يوصى بعودة المريض الى الرياضة بعد حوالي 9 اشهر من الترميم، بينما يعود المرضى في هذه الفئة العمرية غالبا بعد 4 الى 5 اشهر فقط.
ما هي تقنيات ترميم الرباط الصليبي الامامي؟
توجد ثلاث تقنيات رئيسية لترميم الرباط الصليبي الامامي:
1. التثبيت الديناميكي داخل الرباط ( يتطلب ازالة الزرعات في عملية حراحية ثانية ).
2. التعزيز باستخدام دعامة داخلية.
3. الترميم الاولي باستخدام غرز خياطة، و هي الطريقة الاكثر استخداما عمليا.
التعافي بعد ترميم الرباط الصليبي الامامي:
بعد اجراء ترميم الرباط الصليبي الامامي، يجب على المريض استخدام دعامة للركبة قابلة لتعديل الزاوية لمدة 4 اسابيع. نقوم بتحديد الزوايا اسبوعيا و نشرح للمريض التمارين التي يجب عليه القيام بها.
خلال اول 6 اسابيع، يطلب من المرضى استخدام العكازات و تجنب تحميل الوزن على الساق التي خضعت للجراحة. اما العودة الكاملة الى ممارسة الرياضة، فتقدر بمتوسط 9 اشهر بعد العملية.
الخلاصة:
في حالات مختارة من اصابات الرباط الصليبي الامامي، كلما اجري الترميم الجراحي في وقت مبكر بعد الاصابة، كانت النتائج افضل.
التدخل الجراحي المبكر يتيح ايضا علاج اصابات اخرى مثل الغضروف الهلالي ( المنيسكوس ) في وقت مناسب، مما يزيد من فرص نجاح العلاج. بالمقارنة مع اعادة البناء، يعد الترميم اجراء جراحيا اقل تدخلا، و يؤدي الى الم اقل بعد العملية، و لا يتطلب اخذ رباط من جزء اخر من الجسم.
رغم ان الحفاظ على كل نسيج اصلي في الجسم هو امر مرغوب فيه في كثير من الحالات، الا انه يجب الحرص قدر الامكان على الحفاظ على الرباط الصليبي الامامي الاصلي. و لهذا السبب، من الضروري مراجعة الطبيب في وقت مبكر.