السبب الأكثر شيوعًا لألم جانب الورك: التهاب الجراب المدور:

يُعد التهاب الجراب المدور من أكثر الأسباب شيوعًا لألم الجزء الخارجي من مفصل الورك. يحدث عندما يلتهب الجراب، وهو كيس صغير مملوء بالسائل يخفف الاحتكاك بين العظم والأوتار. يشعر المريض غالبًا بألم حارق أو نابض يزداد مع المشي، صعود الدرج، أو عند النوم على الجهة المصابة.

لماذا يحدث التهاب الجراب المدور؟

توجد عدة عوامل يمكن أن تساهم في ظهور هذه المشكلة، من أهمها:

• ضعف عضلات خطف الورك (العضلة الألوية المتوسطة والصغرى)
• التحميل المتكرر على مفصل الورك، والمشي أو الركض لمسافات طويلة
• الجلوس لفترات طويلة بسبب العمل المكتبي
• اختلاف طول الساقين بين الجهتين
• مشاكل في العمود الفقري القطني
• اضطرابات في ميكانيكية القدم وطريقة المشي
• التعرض لرضة مباشرة على جانب الورك

أهم الأعراض:

عادة ما يشكو المرضى من الأعراض التالية:

• ألم وحساسية عند الضغط على جانب الورك
• صعوبة في النوم على الجهة المصابة
• زيادة الألم مع المشي لمسافة طويلة أو صعود الدرج
• ألم مع الضغط المباشر على المنطقة الجانبية للورك
• انتشار الألم أحيانًا إلى الجزء الخارجي من الفخذ

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الفحص السريري عند اختصاصي جراحة العظام. وعند الحاجة يمكن استخدام وسائل التصوير مثل:

• الألتراساوند (الإيكو): لإظهار زيادة السائل في الجراب.
• الرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن التهابات الأوتار أو تمزقات في العضلات المحيطة مثل العضلة الألوية المتوسطة.

خيارات العلاج:

تهدف الخطة العلاجية إلى تخفيف الالتهاب، وتقوية عضلات الورك، وتقليل الضغط الميكانيكي على المنطقة.

1) الأدوية والكمادات الباردة:

يمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب (حسب توجيه الطبيب)، مع تطبيق كمادات باردة على المنطقة لعدة مرات في اليوم للتخفيف من الألم والتورم.

2) العلاج الفيزيائي

يُعتبر العلاج الفيزيائي جزءًا أساسيًا من الخطة، ويتضمن:

• تمارين تقوية عضلات الورك وعضلات الألوية
• تمارين إطالة للحزام الحرقفي الظنبوبي (IT band)
• جلسات علاج فيزيائي مثل: الموجات فوق الصوتية، التحفيز الكهربائي، وتمارين تصحيح طريقة المشي

3) الحقن الموضعي

في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي، يمكن حقن الكورتيزون الموضعي داخل الجراب، ما يؤدي غالبًا إلى تحسن سريع وواضح في الألم. في بعض الحالات يمكن التفكير في حقن البلازما الغنية بالصفيحات (PRP) حسب تقييم الطبيب.

4) العلاج الجراحي

يُعتبر نادرًا، ويُستخدم فقط في الحالات المزمنة والمقاومة للعلاج، حيث يمكن إجراء استئصال للجراب الملتهب بالمنظار.

تمارين مفيدة في حالات التهاب الجراب المدور:

1) رفع الساق جانبًا (تقوية العضلة الألوية المتوسطة)

يُنفّذ التمرين بالاستلقاء على الجنب ورفع الساق العلوية مستقيمة إلى الأعلى ثم إنزالها ببطء. يُنصح بتكرار التمرين ١٢ مرة × ٣ مجموعات.

2) تمرين الجسر (Bridge)

الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين ورفع الحوض نحو الأعلى مع تثبيته لثوانٍ ثم إنزاله بهدوء. يُكرّر ١٥ مرة × ٣ مجموعات.

3) إطالة الحزام الحرقفي الظنبوبي (IT Band Stretch)

وضع الساق المصابة خلف الساق الأخرى مع إمالة الجذع إلى الجهة السليمة حتى يشعر المريض بشد على جانب الورك. يُحافظ على الوضعية لمدة ٢٠–٣٠ ثانية وتُكرّر ٣ مرات.

4) تمرين الـ Clamshell (المحار)

الاستلقاء على الجنب مع ثني الركبتين وفتح وإغلاق الركبتين مثل حركة المحارة. يُكرّر ١٥ مرة × ٣ مجموعات.

5) إطالة عضلات مثنيات الورك

الجلوس بوضعية الركوع على ركبة واحدة مع تقديم القدم الأخرى إلى الأمام ودفع الحوض برفق إلى الأمام حتى يشعر المريض بشد في مقدمة الورك. تُحافظ على الوضعية لمدة ٢٠–٣٠ ثانية وتُكرّر ٣ مرات.

الخلاصة

التهاب الجراب المدور من الحالات الشائعة والقابلة للعلاج بشكل ممتاز عند التشخيص المبكر واتباع خطة علاجية صحيحة مع تمارين مناسبة. في حال استمرار ألم جانب الورك، يُنصح بمراجعة اختصاصي جراحة العظام لتقييم الحالة ووضع الخطة العلاجية الأنسب.