توقيت الجراحة في كسور الورك لدى كبار السن: قاعدة 24–48 ساعة

كسر الورك لدى كبار السن ليس مجرد كسرٍ عظمي؛ إنّه حدثٌ طارئ يطال التنفّس والدورة الدموية والاستقلالية. لذلك تتقاطع التوصيات العالمية على هدفٍ واضح: إتمام التحضير الطبي الضروري ثم المضي إلى الجراحة خلال أول 24–48 ساعة كلّما أمكن. الجراحة المبكرة تقلّل زمن الرقود في السرير، وتخفّض مخاطر ذات الرئة والجلطات وقروح الفراش، وتُسَرِّع الوقوف والمشي الآمن.

ماذا نعني بـ“المبكّر”؟ عمليًا، يكون ذلك في يوم القبول نفسه أو اليوم التالي لمعظم المرضى. خلال هذه النافذة، نُسيطر على الألم، ونُصحّح السوائل والشوارد، ونُقيّم فقر الدم، ونُخطّط للوقاية من الخثرات. الهدف ليس الاستعجال بلا ضوابط، بل الإعداد السريع والآمن كي تتم العملية في وقتها المناسب.

متى يُقبل تأخيرٌ قصير؟ إذا وُجدت إشارات حمراء قابلة للتصحيح—كقصور قلبي غير مضبوط، أو التهاب صدري نشط، أو اختلاط شوارد شديد، أو حاجة لعكس مفعول مانعات التخثّر—فإننا نعالجها بسرعة ثم نتوجّه للجراحة دون تأخيراتٍ غير مبرّرة. وغالبًا ما يُقاس هذا التأخير بساعاتٍ لا بأيام.

كيف نُحدّد الخطة؟ تُبيّن الصور الشعاعية نوع الكسر، ومن ثمّ نضع الخطة: تثبيت (مسامير/صفيحة/مسمار ديناميكي) أو مفصل صناعي (نصف أو كلّي)، مع اختيار نوع التخدير وخطّة الوقاية من الجلطات وبرنامج التحريك المبكّر. في معظم الحالات نُعين المريض على الوقوف في اليوم الأول بعد العملية ضمن برنامج علاج فيزيائي مُراقَب—وهو خطوةٌ مهمّة لتعافٍ أكثر أمانًا واختلاطاتٍ أقل.

نهجنا في إسطنبول، تركيا. نُبقي العائلة على اطّلاع، ونُقلّل زمن الانتظار، ونجعل قاعدة 24–48 ساعة محور العمل. للمرضى القادمين من مدنٍ أو دولٍ أخرى، نُنسّق مراجعة الصور، وتوقيت الدخول، والجراحة، والتأهيل، لنبقي تركيزكم على استعادة الاستقلالية بثقة.